الخميس، 16 يونيو 2011

عن الاضراب في قاهرة المعتز بالله عبد الفتاح



لا يخرج علينا  الاخوة مسئولي الحكومة و المجلس العسكري في اي وسيلة اعلامية الا و يبذلوا كل جهودهم في شن الحرب على مطالب العمال و الفلاحين و الموظفين الغلابة التي اصطلح على تسميتها بالمطالب الفئوية , مؤخرا صدر قانون خصيصا لهذه المطالب يجرم الاضراب و الاعتصامات مما ادى لفض الكثير منها بالقوة الغاشمة تحت رعاية الحكومة و الاعلام الرسمي و شبه الرسمي , و على رأس المدافعين عن هذا القانون هو السيد الدكتور معتز بالله عبد الفتاح


الدكتور معتز بالله عبد الفتاح لمن لا يعرف , هو المستشار السياسي للدكتور عصام شرف رئيس الوزراء , الذي -لمن لا يعرف
وصل الى منصبه بعد ما وصف بأنه ثورة "يعني مظاهرات و اضرابات و اعتصامات و الذي منه "  , اذن فهم وصلوا الى ما وصلوا 
اليه على اكتاف الثورة التي كان قلبها النابض اعتصام الثمانية عشر يوما في ميدان التحرير


فلنسأل انفسنا سؤالا واحدا : من هم الذين شاركوا في تلك الثورة التي اتت برئيس الوزراء و مستشاره السياسي الى مناصبهم ؟ الاجابة هي  الشعب , هذا الشعب الذي اصبع ملعونا الاّن في كل كتاب من الحكومة لانه يطالب بحقوقه تحت بند مايعرف بالمطالب الفئوية
هل تعلم عزيزي ان الثورة نفسها التي اتت برئيس الوزراء و مستشاره السياسي كانت مطلب فئوي , اي والله , هما كام مليون اللي نزلوا الشارع دول مش فئة من الشعب مش الشعب كله  اذن فهي مطلب فئوي حسب توصيف الحكومة , شأنها شان مظاهرات الغلابة من العمال و الفلاحين التي اصدروا ضدها قانون تجريم الاعتصامات و التظاهر , يتضح مما سبق عزيزي انك لا تجب ان تكون يساريا او شيوعيا حتى تقف الى جوار هؤلاء الغلابة الذين قررت الحكومة سحقهم و استخدام العنف ضد اعتصاماتهم كما أكد الدكتور معتز في لقاء تلفزيوني سابق


طيب , هي الناس دي بتتظاهر ليه اصلا ؟  سؤال وجيه , هل تتوقع مثلا ان مجموعة من العمال و الفلاحين هتكون بتتظاهر مثلا من اجل ان يحصلوا على بطاقات دخول مجانية لبلاجات الساحل الشمالي مثلا؟ طبعا لأ لانهم ببساطة مش لاقيين ياكلوا , يا سادة هؤلاء العمال الذين اكل النظام و عصابته من رجال الاعمال حقوقهم لسنوات و مصت دمائهم لصالح ارباحهم التي انتفخت بها الجيوب نتيجة الاعفائات الضريبية و دعم الطاقة و خلافه , هؤلاء هم من يدفعون عجلة انتاج البلد بينما عجلة انتاجهم هما شخصيا مرمية في اقرب صندوق زبالة ولا حد بيحس , هؤلاء من نزلوا معكم الثورة و اعتصموا معاكم ياللي قاعدين في التكييف و بتتفرجوا على وزراء الحكومة و هما بيهددوهم و تقولوا " هما العمال دول عايزين ايه ؟ عايزين المصانع تقفل؟" , هؤلاء هم اول من يغني بتوع الحزب الوطني عليهم في الانتخابات لانهم غلابة و اول ما ينجحو يقفلوا ابوابهم قدامهم و ها انتم يا حكومة الثورة تفعلون مثلهم بمساندة بعض شباب الثورة التي اعمتهم الطبقية عن فهم معاناة هؤلاء الغلابة  الا من رحم ربي


ارجوكم , ما تعملوش زي الحكومة , افهموا مطالب الغلابة دول , فيهم من يطلب حد ادنى للاجور والله ما يكفي اكلة سمك ف مطعم , في منهم اللي بيطلب رعاية صحية عشان مرتبه يادوب يأكله عيش و لما بيترمي عيان في البيت ماحدش بيسأل فيه , في منهم الفلاح اللي الاوقاف خدت ارضه و عايز يرجع حقه , في منهم اللي بيطلب حق تكوين نقابات عمالية مستقلة بدل اللي كانت بتقدمهم على طبق من فضة لهوامير النظام الحرامية من رجال الاعمال , و ما تسمعوش للاعلام اللي بيشوههم وتذكروا كل مرة ان الاعلام ده هو نفسه اللي 
استباح دم اخواتكم في الثورة بحجة العملاء و الاجندات و البراذر موسلمهوود


اما الحكومة اللي جت على اكتاف ثورة كان ابطالها معظمهم من العمال و الغلابة , الثورة كان لها مطلب رئيسي " عيش , حرية , كرامة انسانية "
 اما لو كان العمال يطالبون بحد ادني من الاجور و تحسين مستوى العمل فهم يطالبون بمطلب الثورة التي جئتم على اكتافها , العيش
واما لو كانوا يطالبون بحرية تكوين النقابات المستقلة فهي الحرية التي نادت بها الثورة التي جئتم على اكتافها
اما و ان كانوا يطالبون بالمعاملة الكريمة من ارباب العمل , فهو ابسط معايير الكرامة الانسانية التي طالبت بها الثورة التي اتت بكم للحكم


عزيزي الدكتور معتز , الشعب يريد تطهير البلاد , و العمال من الشعب , والاضراب مشروع و شرعيته مستمدة من كل مواثيق حقوق الانسان و من شرعية ثورة يناير التي اتيتم بفضلها , انزلوا من مكاتبكم و اقعدوا مع الغلابة دول و اسمعولهم بدل ما تسلطوا عليهم الداخلية بسيف القانون الغاشم ده ,  و لو ما  رجعتش معيط على حالهم ابقى تعالى اعتقلني بتهمة الاعتصام الالكتروني , و ابقى اتفرج على ده




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق