الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

المئوية , ليه ؟





يتذكر الشاب منشأ القصة جيدا , عقد ونصف من السنين مرت على مشهد البداية هناك في عزلة الغربة حيث الوالدين هما كل الناس وحيث لا معلومات عن الوطن الام الا من خلال جهاز التليفزيون صديق طفولته الاول , كان معنى عودة الوالد المبكرة من العمل انه ثمة شيء مهم على وشك الحدوث , يجيب التليفزيون سريعا على كل التساؤلات بالانتقال الى اذاعة خارجية لمباراة يبدو من حضورها الجماهيري و من ترقب الوالد انها على قدر من الخطورة , يبدو حماس والده و الجماهير  في الملعب مؤيدا للفريق الذي يرتدي قمصان خضراء على غير العادة وبشكل اربك حسابات الطفل الذي يتسائل عن هوية الفريق الذي يشجعونه هؤلاء امام صاحب الزي الابيض المعتاد , كان الرد سريعا من الوالد " الزمالك لابس اخضر " ليعيد الامور الى نصابها , لم يعرف والده محبا لشيء سوى هذا الاسم الذي تغير في حياته الكثير الا هو وقرر ان ينقله لأبنائه كما الجنسية والديانة
يطمئن الطفل و يعاود المتابعة متعجبا من طول مدة المباراة , لم يكن ابن الخامسة يدرك ان اللقاء وصل لأشواطه الاضافية ولكنه كان قلقا بالتأكيد ففوز الزمالك يعني بهجة ممتدة كما اعتاد منذ ان ادرك ما يجري حوله , الامور تواصل التأزم و ضربات الترجيح اصبحت واقعا وهنا تنطبع ملامح القلق التي على وجه والده المنتصب على قدميه واقفا منذ نصف الساعة في ذاكرته الى الابد , القلق يزداد مع البداية المتعثرة , لكن النهاية اتت سعيدة عندما فجأة يصرخ الوالد فرحا ليحمل الطفل على كتفيه ويطوف به المنزل هاتفا باسم الزمالك , كانت تلك بداية قصة الحب الكاثوليكي المورث للكيان الذي يتم عامه المئة هذا العام , تلك التي تتخطى حدود كرة القدم لتتحول الى فلسفة حياة



الأحد، 6 نوفمبر 2011

وقفة روكسي



مقطع الفيديو الذي امامكم يا سادة ليس من ميدان روكسي , ليس من مظاهرة من تلك التى يقودها اشخاص كأحمد سبايدر وعمرو مصطفى ولا يحضرها عدد يتجاوز المائة شخص على احسن الاحوال ومع هذا وياللعجب يلقبون انفسهم بالاغلبية الصامتة , انه من احد اطهر بقاع الارض وفي خير يوم طلعت عليه الشمس , يوم عرفة الذي يباهي فيه الله ملائكته بعباده الطائعين الذين اتو لهذا الوادي في صحراء الحجاز الجرداء طلبا للمغفرة والعودة الى اوطانهم كيوم ولدتهم امهاتهم , وبدلا من تذكير الناس بفضل اليوم العظيم و بتعظيم حرمة المكان الطاهر والترفع به عن اغراض الدنيا الفانية قرر الحاج محمد حسان مرتديا ملابس الاحرام ان يعظ هؤلاء الذين خرج معهم في حج السياحة الفاخر وهؤلاء الذين تابعوا بث خطبته العصماء الحي على قناته الخاصة لا عن فضل الحج وثوابه و عظم معانيه ولكن عن خطورة كسر الجيش و المجلس العسكري كما انكسرت الشرطة, المدهش ان الحاج حسان يتحسر على الشرطة بذات الطريقة التي تستخدمها برامج توفيق عكاشة لتغذية عقول فصيلة فلول روكسي  مع اني اكاد اجزم ان اتباعا له عانوا على يد شرطة مبارك و امن دولته ابشع ما عانى بشر , لا يعني الشيخ حسان بالطبع ان الالاف يقبعون في السجن الحربي ملاقين اقسى صنوف التعذيب بعد محاكمات جائرة " هذا اذا كانت محاكمتهم قد تمت من الاساس "  بينما ينعم ولي الامر المخلوع قاتل الالف شخص بدور فاخر في افخم منتجعات البلاد الصحية , مع انه يا عم الحاج الظلم ظلمات يوم القيامة ورب العباد قد حرمه على نفسه و جعله بين الناس محرما  , لكن الا يتابع الشيخ حسان احاديث زميله في قناة الناس الشيخ حازم ابو اسماعيل عن المجلس العسكري ؟ وهل الشيخ حازم هو الاخر يريد ان يكسر الجيش لتعم الفوضى و لا يأمن المرء على نفسه في غرفة نومه ؟ ثم ما رأي الاخوة السلفيين ؟ مين اللي صح يعني ؟. هل حازم ابو اسماعيل على حق وللا محمد حسان على حق وللا الاتنين على حق بس احنا اللي مش فاهمينهم ؟ 
هكذا اذن لم يستطع الحاج حسان ان يترك عادته القديمة في شهادات النفاق لحكام تلك البلاد  ايا كان هؤلاء الحكام , حتى و ان كان على جبل عرفات وبملابس الاحرام في خير ايام المسلمين على الاطلاق , كيف لا وهو الذي شهد للمخلوع الذي جوع هو وزبانيته ممن اسقطهم هؤلاء الذين "كسروا الشرطة" على حد تعبيره اهل غزة كما لم يفعل احد من قبل