يتذكر الشاب منشأ القصة جيدا , عقد ونصف من السنين مرت على مشهد البداية هناك في عزلة الغربة حيث الوالدين هما كل الناس وحيث لا معلومات عن الوطن الام الا من خلال جهاز التليفزيون صديق طفولته الاول , كان معنى عودة الوالد المبكرة من العمل انه ثمة شيء مهم على وشك الحدوث , يجيب التليفزيون سريعا على كل التساؤلات بالانتقال الى اذاعة خارجية لمباراة يبدو من حضورها الجماهيري و من ترقب الوالد انها على قدر من الخطورة , يبدو حماس والده و الجماهير في الملعب مؤيدا للفريق الذي يرتدي قمصان خضراء على غير العادة وبشكل اربك حسابات الطفل الذي يتسائل عن هوية الفريق الذي يشجعونه هؤلاء امام صاحب الزي الابيض المعتاد , كان الرد سريعا من الوالد " الزمالك لابس اخضر " ليعيد الامور الى نصابها , لم يعرف والده محبا لشيء سوى هذا الاسم الذي تغير في حياته الكثير الا هو وقرر ان ينقله لأبنائه كما الجنسية والديانة
يطمئن الطفل و يعاود المتابعة متعجبا من طول مدة المباراة , لم يكن ابن الخامسة يدرك ان اللقاء وصل لأشواطه الاضافية ولكنه كان قلقا بالتأكيد ففوز الزمالك يعني بهجة ممتدة كما اعتاد منذ ان ادرك ما يجري حوله , الامور تواصل التأزم و ضربات الترجيح اصبحت واقعا وهنا تنطبع ملامح القلق التي على وجه والده المنتصب على قدميه واقفا منذ نصف الساعة في ذاكرته الى الابد , القلق يزداد مع البداية المتعثرة , لكن النهاية اتت سعيدة عندما فجأة يصرخ الوالد فرحا ليحمل الطفل على كتفيه ويطوف به المنزل هاتفا باسم الزمالك , كانت تلك بداية قصة الحب الكاثوليكي المورث للكيان الذي يتم عامه المئة هذا العام , تلك التي تتخطى حدود كرة القدم لتتحول الى فلسفة حياة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق