الانتقال في لحظات من تفاؤل معتاد بعام جديد الى غضب حزين بعد اكتشاف ان الدوي الذي سمع قبل دقائق لم يكن الا انفجارا راح ضحيته من لايستحق الموت في يوم عيده , لحظات الانبهار الاولى امام اليوتيوب عند متابعة ما فعله شعب بطل نصرة لمن احرق نفسه بعد ان شعر باهانة صفعة وجهت له وهو لا يدري انه يشعل شمعة في كل قلب حر سمع بقصته , جرعة الالهام التي يبعث بها التونسي الحر بصرخة بن علي هرب تتحول الى احباط يغذيه كل يوم يمر في سكون مصحوب بالسخرية ممن يحرقون انفسهم بحثا عن هبة مماثلة على ارض الفراعنة, ضغطة الماوس لحضور حدث يوم الثلاثاء الذي عندما اتى بدد كل ما سبقه من تساؤلات , نشوة استنشاق دخان عروش الطغاة التي اكلتها النيران عصر تلك الجمعة التى سيعجز امامها الزهايمر عندما نرتد الى ارذل العمر , مشاعر الامتنان لفرز الاصدقاء التلقائي الذي يتم بعد كل حدث , الحروب الباردة مع من قصر خيالهم عن استيعاب اللحظة واحسايس السعادة اللحظية بالانتصار عند تراجعهم في النقاشات الحادة , صدمات العجز وقلة الحيلة المتكررة مع كل حدث يحدث بعيدا عن المتناول , استثنائية انفاس صباح الثاني عشر من فبراير , اكتشاف ما تراكم عليه التراب من مشاعر تجاه الارض التي نسكنها , تلك الوخزة التي تدمي القلب مع كل شهيد يسقط و كل قصة يحكيها بطل مصاب , ابعاد جديدة من كراهية من يكرهوننا لا لشيء الا لأننا لسنا في قذارتهم , وجع قلب ليلة التاسع من اكتوبر , احتقار الذات عندما تكتشف انه بينما انت تغط في نومك يرقد الاف في محابسهم فقط لأنهم لم يكونوا جبناء مثلك , الملل من تكرار السخرية من البهلوانات الذين يتراقصون على كراسي الحكم و بين برامج التلفزيون حتى اخر قطرة دم من دمائنا نحن , كم الاحراج امام الذات الذي اشعر به كلما رأيت احمد حرارة , بينما كل شيء يتأرجح و كل الوقائع تتغير و المشاعر لا تبقى على حالها لساعات كان يبقى البحث عن الوجوه التي ادمنت الصمود سببا كافيا للثبات على الموقف حتى وان كان يتحدى كل معطيات المنطق و ما يزن به ما يعرف بصوت العقل
ربما انهك ايقاعها ابداننا , ربما استهلكت احداثها طاقتنا العاطفية , ربما جلت لنا ما خفي او ما كنا نريده ان يبقى مختفيا من عورات نفوس قومنا , ربما جعلتنا في اوقات نكره الحياة عندما حرمتنا من بعض اطهر بني جلدتنا بيد من يفترض بهم حمايتنا , لكن الاكيد انها ارتنا الحقيقة واضحة كما لم نراها من قبل ونفضت عن كاهل الدنيا اعواما طويلة اكتست فيها الدنيا بلون رمادي اعتدناه حتى ظنناه لونها التي خلقت به , نعم احب 2011 بحلوها و مرها , سنة من لحم و دم استحقت ان تستحوذ على ايام من اعمارنا و لو لم تفعل الا انها عرفتنا بأبطال كهؤلاء لكفاها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق