لن ينسى الكابتن مجدي عبد الغني تلك اللقطة ابدا. ليس لأنها اخر اهداف مصر في نهائيات كأس العالم حتى اللحظة , ولا لأنه كان في مرمى المنتخب الهولندي الرهيب وقتها , لكن لانه لا يفوت مناسبة الا و تحدث عنها ملايين المرات في ظهوره الاعلامي كمعلق و مقدم برامج و ضيف في استديوهات التحليل الكروية , يبدو عبد الغني و كأنه " بيذلنا " بتسديده لهذه الركلة مع انها منحته كل ماهو فيه من شهرة و مكانة كعضو في اتحاد الكرة الذي لا تخفى علاقته بالبيزنيس و بابناء الرئيس المخلوع و كرئيس لاحد افشل جمعيات اللاعبين المحترفين على ظهر الكرة الارضية ,مع انها في النهاية "َضربة جزاء " في غالب الاحوال تتحول الى هدف و يستطيع اي منا تسجيلها دون الحاجة الى مهارة خاصة لا يمتلكها سوى هذا الرجل ذو اللحية الذي اشتهر بانه طارد جماهير فريقه بالمقشة يوما ما في احدى مباريات الدوري المحلي
تماما كالكابتن مجدي , "يذلنا " المجلس العسكري بانه حمى الثورة و اننا يجب نحمد ربنا انه لم يشترك مع النظام في قمعها, بل شطح بعض اعضاؤه الى اكثر من ذلك بالحديث عن ان المجلس " شريك اساسي في الثورة " وهذا كذب بين فلا يوجد شريك يقف متفرجا تاركا شركاؤه فريسة لهجوم النظام البائد يوم موقعة الجمل الشهير بدعوى الوقوف على الحياد ولا يوجد شريك في الثورة يعتقل الظباط الذين انضموا لثوار الميدان و يحكم عليهم بعشر سنوات من السجن , ومع ان ما قام به المجلس من عدم التعامل بالعنف مع محتجي ميادين التحرير هو امر بديهي يفوق في بديهيته تحويل ضربة الجزاء الى هدف حمى به اعضاء المجلس انفسهم من مصير مبارك و العادلي و رجالهم و ساعدهم في تولي مقاليد الحكم بدلا من مرافقة زملائه من كبار المسئولين الى سجن طرة ,يمنون علينا بالامر الطبيعي وهو الا يوجه سلاح الجيش الى شعبه و يقارنوننا بسوريا التي يسيطر على جيشها طائفة واحدة من الشعب و ليبيا التي لا تمتلك جيشا نظاميا من الاساس وكأن ما يحدث هناك هو الوضع الطبيعي و ان ما فعله قيادات المجلس هو امر من الخوارق يجب الحديث عنه والتغني به و يمنحهم شرعية الاستمرار في القيام بما يحلو لهم في البلاد دون ادنى اعتبار لمطالب الثورة التي اتت بهم في الاصل الى الحكم بعد ان تحولوا في سنوات حكم مبارك الاخيرة الى حرس شرف و التي يقولون انهم شريك اساسي بها وهم في الحقيقة يتفنون في استفزاز من قاموا بها فعلا سواء بقراراتهم او باعتقال زملائهم و محاكماتهم العسكرية او حتى بتصريحاتهم الاعلامية التي لا تخلو ابدا من تخوين للثوار او اتهامات بالبلطجة و العمالة , بالمناسبة الكابتن مجدي ايضا يستخدم نفس المفردات في الحديث عن الثورة و الثوار في ظهوره اليومي على قناة السيد وليد دعبس
سجل مجدي عبد الغني ضربة الجزاء وعاش بعدها متفرغا ليذلنا بيها و ياكل عيش من وراها ل 21 عاما , ولا استطيع تصور الا يبقى من الثورة بعد عشرين عاما الا جملة "الجيش حمى الثورة " وهو في واقع الامر حمى نفسه و قياداته و خصى الثورة او على الاقل هكذا يبدو لي حاليا , اخشى ما اخشاه ان يصدع الاعلام ابنائنا بعد سنوات بخطاب الفنجري التهديدي باعتباره يوم مجيد للامة المصرية مثلما هرمنا و نحن نشاهد هدف الكابتن مجدي على شاشات التلفزيون باعتباره احد لحظات قليلة في التاريخ ابتسمت فيها لمصر عدالة السماء